ربما لسنا بعرب مسلمين - الجزء الأول -



بسم الله الرحمن الرحيم

دائما مأواجهُ بعضَ المواقفِ في مُحيطنا أو في التلفاز تَترك لي اِنطباعا سِلبيا مُزعجا عَن كلمة " عَرَبي " فَأسأل نَفسي حِينَها، هَل حَقا نَحْنُ عَرَبْ؟  أم نَتَشَبهُ بالعَرب؟ ولماذا البَعض مِنا يَعتز بالغَرْب؟ بَينَما أَخَرُون غَير مُهتمون بِأصلهم؟ ومَالحَل لِهذهِ الظاهِرة؟
-          قَبْلَ الإِجابة عَن الأَسْئِلة السَابِقة وَضح لنا هذه الظاهرة التي أزعجتك في العَرب يَافيلسُوف ؟
-          أَتكلم هُنا عَن ظَاهرة " الوَعْي العَربي" المَفقودة عِند مُعظم الناسِ في مُجتمعاتنا...
هَذِه الكَلِمَات خَارجة مِن قَلب غَيور عَلى كَلمة " عَرب "، التي تَعَرضت لغَسْل كامِل لمحْتَواها، فَقَد كَانَت في العُصور السَابقة رَمزا مُقترنا بـ : الأَخْلاق، المَحبة، التَعَاون، الكَرم، القُوة، الذكاء، الشَجَاعة، العِزة، الصَبر، العَدالة...وَغَيرُها مِن الرموز التي كان يعتز بها أجدادنا.
 بينما في العصر الحالي عُكس ليُصبح مُصاحِبا لـ : التخَلف، الفَسَاد، الكَراهية، التَبعية، الطَبقية، الإسْتبداد، الجَهل، الجُبن...وغَيرها.
فَهل هَذا حَقا مَا نَحْن عَليه؟ لاَعجب في ذَلك فَقد أَصبحنا نُشاهد في الشارع العام بَعض الأشخاص مِن مُختلف الأعمار والأجناس يَتقيدون بِتصرفات غَير لاَئقة، فَهذا يَسْرق المسجد، والبعض يُؤذي الناس بِملابسه المتسخة وَرائحة عَرقه الكريهة، والبَعض الآخر يضُر الناس بِرمي القُمامة في الشارع وَوسائل المواصلات، وَهَذه تتَكلم بصوت عالي مع صديقاتها مزعجة بذلك مَن يُحيطون بها، وذلك يَشتم ويسُب أَمام الناس، وهذا يُعتدى عَليه أَمام الجُموع وَلا أَحد يُحرك ساكنا فالكل يَخاف على نفسه، وهَؤلاء لا يَحترمون أَضواء تَنظيم الطريق، وأخَرون يَستهزؤون بِأناس مِن ذَوي الإحتياجات الخاصة، وأولئك يتحرشون بالفَتيات سواء كانت بِحجاب أو بدونه، صغيرة كانت أم كبيرة في السن،  وهذا الصحيح لا يَعطي مكانه للضعيف في الحافلة، وذلك يَتبول في جنبات الطريق، وذُكورًا تَشبهوا بالنساء والعكس، وذلك لا يتم عمله بدعوى الوقت الضيق.
فأين نَحن مِن العُروبة، في الشارع العام، عندما كان المسلمون يَتركون مَتاجرهم مَفتوحة ليُصلوا الصلاة في وقتها، وكانت النظافة عَمود حَياتهم، فكانوا طاهِرين من حَيث نظافة الجِسم، والثوب، والمكان.. فالنظافة سُلوك يُلازم المسلم في حَياته.. في البيت، والعمل، والشارع، والمواصلات، وفي كل مكان يذهب إليه، تُرى هل أولئك المتحدثون بصوت عالي لا يدْرون أن الصوْت المرتفع تحت طائلة المنكر، أي أن صَوتهم كأصوات الحَمير، وأين نحن مِن الدين الذي يَحُثنا على التأدب مع الغير واحترامه مهما كان سِنه من جِنسه، وأينَنا مِن الشجاعة التي كان يَتسم بها المسلمون حيث اذا تم الاعتداء على واحد منهم دافعوا عنه كرجل واحد ، يا تُرى أين نَحن من سنة سَيدنا مُحمد عليه الصلاة والسلام التي تُعطي حَق الرعاية الكاملة لِذوي الإحتياجاتِ الخاصة، والعَمل على قَضاء حوائجهم، أين هم أبْناء الإسلام الذين مِن تواضُعهم لم يرفعوا عَينهم في الجِنس الاخر، أَيْن نَحن من العروبة التي أخذَت معها أجْمل كلمات الإحترام كأخي،أختي،عَمي،خَالتي،جَدي،جَدتي، تُقال لِكل مَن كبرنا سِنا حَيث كان للمُجتمع مَكانة في العائلة، فَبُدلَتْ بسَيد وسَيدة وعَجوز ورَجل ومَراَة، أيْننا مِن الإسْلام حيث الشخص كان اذا أحس بغائط أو بَول خارج بَيته إختفى بعيدا وَسط الحَشائش والشجَر حَتى لا تُكشف عورته للناس، وأيْن نحن من الرجُل العَربي الأصيل الذي شُبه بالقُوة والرَحمة والمحَبة والعِزة والخِصال الحميدة، مِن الذي الاَن يَتَشبه بالممَثلين والمغَنين والراقِصين بإسم الفَن فأصْبح مخنثا أو شاذا، ومَن يَتبرأ من عَمله بدعوى الوقت وينسى أن العمل عبادة. فهل نستحق حقا نحن  مصطلح " عرب مسلمين " أم أننا نتفوه بخرافات العصر القديم ، فعذرا ايها الأجداد العظماء، يامن رفعتم راية العروبة والإسلام، فنحن بعيدون كل البعد عن هويتنا الأصيلة.
وللحديث بقية...

ليست هناك تعليقات: